جزاء الأعمال

     بسم الله الرحمن الرحيم. 

والصلاة والسلام على حبيبنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين. 
وبعد : 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها من بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها من بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء ".رواه مسلم. 
إن الإنسان لديه دائما دافع يدفعه إلى حب الخير والفضيلة وفعلهما . فإذا وجد من يفعل المعروف فإن ذلك يدفعه ويحركه للقيام به. فكيف إذا كان هو الآمر بالخير والمحرض على فعله.
لأن النفوس مجبولة(من الجبلة أي الفطرة  ) على التشبه ببعضها البعض فإذا كثر الفاعلون للخير تداعى الناس لفعله والعكس بالعكس. 
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً :"الدال على الخير كفاعله ". 
والتقرب لله ليس محصور في عمل واحد بل لكل مؤمن طريقته في التقرب لربه . فكيف من دل على الخير وأعان عليه.

أمافي السنة السيئة فإن الكثير يستصغر الخطايا ولايدري انه يوجد من يعمل بخطيئته ويحذوا حذوه في اقتراف المعاصي. 
وخصوصاً ونحن في عصر الانترنت حيث اصبح الناس يستخدمونها على نطاق واسع فمنهم من يكون في خير نفسه والناس ومنهم من يفسد المجتمع بالصور المخلة والكلام البذيء الذي لا يتضمن أي فائدة بل لاتباع الهواه  .
قال تعالى :  ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].

والبعض يقوم بالسب والشتم دون وجه حق الا يعلمون أن الله يرى.
والكثير لايدري عند فعله لفعل سيء ويجاهر به فيتبعه ضعفاء النفوس حتى وان قدر الله مات فإن عمل ذاك يبقى وراءه يتوارث ليجمع له سيئات هو في غنى عنها .
عَنْ أَبٍي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ )).

من طبيعة الإنسان الوقوع في الخطأ والذنب, كما في حديث" كل بني آدم خطاء, وخير الخطّائين التوابون". (الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه) 

لكن لا حجة له في ذلك, ولا مبرر للاستمرار في الذنب, بل إنه مأمور بتصحيح خطئه. والجملة الثانية من الحديث ترشده إلى طريق الخلاص وتفتح له باب الأمل" وخير الخطائين التوابون". وكذلك قول الله سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}وقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}.

أنا كتبت هذا الموضوع ليس للحكم على احد بل من أجل أن نراجع أنفسنا لأننا لسنا منزهين عن الخطأ. 

وفي الاخير أرجو أن يفيدكم الموضوع. وشكراً.