بسم الله الرحمن الرحيم.
وصلاة والسلام على حبيبنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
وبعد:
عن محمد بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا يارسول الله وما الشرك الأصغر؟
قال :الرياء".
الرياء:مؤخوذ من الرؤية. أي أن يعمل العبد عملا يكون لمرضاة الناس ونيل استحسانهم . ويثنوا عليه.
وروي عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه انه قال : للمرائي أربع علامات :يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان مع الناس، ويزيد في العمل إذا اثني عليه ، وينقص إذا ذم به.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله تعالى أنا اغنى الشركاء عن الشرك أنا غني عن العمل الذي فيه شركة لغيري فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء" يعني من ذلك العمل .
أي أن الله لايقبل عمل إلا إذا كان خالصاً له،وإن لم يكن خالصاً له فلا ثواب له ولا جزاء وذلك في قوله تعالى : " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها". اي ان المرائي يريد رضى الناس أي متاع الدنيا فيعجل الله لهم لمن يشاء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رب صائم ليس له من حظه إلا الجوع والعطش ، ورب قائم ليس له حظ من قيامه إلا السهر والنصب. "
قال تعالى : " وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا "
يعني الأعمال الغير خالصة لوجه الله و التي فيها رياء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الملائكة يرفعون عمل عبد من عباد الله فيستكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به الى حيث شاء الله تعالى من سلطانه فيوحي الله تعالى إليهم :إنكم حفظة على عمل عبدي وانا رقيب على مافي نفسه إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فاكتبوه في سجين،ويصعدون بعمل عبد يستقلونه يحتقرونه حتى ينتهوا به الى حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم : إنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على مافي نفسه إن عبدي هذا أخلص لي عمله فاكتبوه في عليين. ".
قال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين. "
اللهم اهدنا سبلك واجعلنا من المحسنين آمين.
وفي الاخير أرجو أن أكون قد افدتكم ولو بالقليل وشكراً.
المراجع :
-كتاب تنبيه الغافلين للإمام السرقمندي.