كثيراً ما سمعنا مقولة "صبر أيوب " اقدم لكم قصة نبي الله أيوب عليه السلام مع البلاء.

                   بسم الله الرحمن الرحيم. 

والصلاة والسلام على حبيبنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين. 
 وبعد : 

سيدنا أيوب عليه السلام نبي من أنبياء الله المذكورين في القرآن الكريم يعود نسبه الى إسحاق عليه السلام وذلك وفقاً لقوله تعالى : ” وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿84﴾ ” سورة الأنعام .
عرف نبي الله أيوب عليه السلام بالصبر على البلاء والرضا لحكم الله. 

--وقصة سيدنا أيوب عليه السلام مع البلاء ودعائه لله .

كان نبي الله أيوب عليه السلام ذا مال كثير واولاد . وأراضي واسعة 
ومواشي كثيرة .كان كريما ،كافلا للارامل والأيتام. 

وذكرت قصته في القرآن الكريم في المواضع الآتية :

{وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} (الأنبياء:83-84).

وجاءت في سورة (ص) وفق التالي: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب *اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب *ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} (ص:41-43).

ابتلى الله نبيه أيوب عليه السلام في جسده واولاده وسلطانه فلم يبق له منهم شيء.إلا زوجته الصالحة البارة به .اشتد به المرض فلم يبق في جسده إلا قلباً شاكرا ولسانا ذاكرا .
وكانت زوجته رضي الله عنها تخدم الناس بالأجرة لتطعمه وتقوم على رعايته فكانت لا تفارقه صباح مساء إلا لتعمل وتأتي بالقوت. 
لقد فارقه الناس جميعاً ولم يجد لمرضه دواء. و قيل دام مرضه ثمانية عشر سنة . واشتد الحال وتم الأجل المحدد دعا أيوب عليه السلام ربه ليرحمه ويرفع عنه البلاء. فاستجاب له ربه .
 وذكر ذلك في الآيتين : 

{وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى 
للعابدين} (الأنبياء:83-84).

{واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب *اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب *ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} (ص:41-43).

رفع الله البلاء على نبيه أيوب عليه السلام و شفي في بدنه حتى اصبح احسن مما كان قبل أن يبتلييه الله.
قيل : أن زوجته لم تعرفه  فلما رأته قالت له بارك الله فيك ألم تر نبي الله هذا المبتلى . فوالله لم أر أشبه به منك إذ كان صحيحا. فقال لها أنا هو .
وروى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وآتيناه أهله ومثلهم معهم}، قال: (ردَّ الله تعالى امرأته إليه، وزاد في شبابها، حتى ولدت له ستاً وعشرين ذكراً.

قال الإمام الشعراوي رحمه الله : استجاب الله لأيوب عليه السلام فيما دعا به من كشف الضر الذي أصابه  وأعطاه زيادة عليه نافلة لم يدع بها ،حيث كان في قلة من الأهل وليس له عزوة .قال تعالى : " رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ".
ليعلم كل عابد أخلص عبادته لله تعالى أنه إذا مسه ضر أو كرب ولجأ الى الله أجابه الله إلى ما يريد وأعطاه فوق الإجابة نافلة أخرى وكأن ما حدث لنبي الله أيوب عليه السلام نموذج يجب أن يحتذى .

اللهم بجاه حبيبك المصطفى اكشف عنا البلاء ماعرفنا منه وما خفي علينا .
اللهم وفقنا إلى طاعتك حتى ترضى علينا برحمتك يا أرحم الراحمين آمين. 


وفي الاخير أرجو أن يفيدكم الموضوع ولو بالقليل وشكراً.