بسم الله الرحمن الرحيم.
شكر الخالق هي من الأعمال التي يجب أن يفعلها الإنسان على جميع النعم صغيرها وكبيرها ،وما عرف وجهل لاننا لانعلم كل نعم الله علينا.
الشكر:هو تصور النعمة وإظهارها .ويوجد شكر من العبد وشكر من الله. فالأول هو عرفان الإحسان والثاني هو المجازاة والثناء الجميل.
وشكر النعم هو تقييدها بعقالها . وذكر العبد نعم الله عليه أفضل من كتمها .وهذا في قوله تعالى :"وأما بنعمة ربك فحدث ".
وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله إذا انعم على عبده أحب أن يرى نعمته على عبده" .
وقال عمر بن عبدالعزيز :تذاكروا النعم فإن ذكرها شكر.
والله تبارك وتعاتلى خلق الناس من اجل ان يشكروه يقول تعالى :"والله اخرجكم من بطون امهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون ".
والشكر لا يكون بالقول فقط بل بالفعل .سأل رجل ابا الحازم فقال له :ماشكر العينين فقال له إذا رأيت بهما خيرا أعلنته وإذا رأيت بهما شرا سترته.فقال :فما شكر الأذنين قال له :إذا سمعت بهما خيرا وعيته وإذا سمعت بهما شرا دفنته .قال فما شكر اليدين قال:لا تاخذ بهما ما ليس لك ولا تمنع بهما حقا هو لله فيهما. قال فما شكر البطن قال : أن يكون أسفله صبرا واعلاه علما .قال فما شكر الفرج قال :كما قال تعالى : " والذين هم لفروجهم حافظون".قال فما شكر الرجلين قال : إن رأيت شيئا غبطته استعملتهما فيه وإن رأيت شيئا مقته كففتهما عنه وانت شاكر لله.
إن خير ما قيل في الشكر هو ترك المعاصي وإلا فكيف يكون العبد شاكرا وهو يعصيه بنعمه.
والشكر هو سبب من أسباب الأمن من العذاب يقول تعالى :"مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ".
عن عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه .قالت عائشة :يارسول الله اتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر؟فقال :"ياعائشة أفلا اكون عبدا شكورا".
قال الطبري :إن شكر العبد هو اقرار بأن ذلك من الله دون غيره ويصدقه العمل ،فأما الاقرار الذي يكذبه العمل فإن صاحبه لايستحق اسم الشاكر بالاطلاق.
وشكر العبد لنعم الله فهو ضمان لزيادتها وكثرتها .في قوله تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم ".
وكما أن من أسماء الله الشكور حيث قال ابن منظور :الشكور من صفات الله جل وعلا معناه أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء وشكره لعباده معناه مغفرته لهم وانعامه عليهم وجزاؤه بما اقاموا من العبادة.
والله تبارك وتعالى ذكر من لايشكر النعم في قوله تعالى : " إن الإنسان لربه لكنود" قال الحسن البصري رحمه الله :الكنود هو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه.
والله أعلم.
وفي الاخير أرجو أن أكون افدتكم ولو بالقليل وشكراً
اللهم أكتبنا من عبادك الشاكرين.